السؤال : ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في حديث طويل: ((يصبح الرجل
مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي الرجل مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من
الدنيا قليل)) ما المقصود بالكفر في الحديث؟ وكيف يكون بيع الدين؟
الجواب :
لقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم))، بادروا بالأعمال يعني: الصالحة
((فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مسلماً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً، ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا))[2]،
المعنى:
أن الغربة في الإسلام تشتد حتى يصبح المؤمن مسلماً، ثم يمسي كافراً، وبالعكس يمسي مؤمناً، ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا،
وذلك بأن يتكلم بالكفر، أو يعمل به من أجل الدنيا، فيصبح مؤمناً،
ويأتيه من يقول له: تسب الله تسب الرسول، تدع الصلاة ونعطيك كذا وكذا،
تستحل الزنا، تستحل الخمر، ونعطيك كذا وكذا، فيبيع دينه بعرض من الدنيا،
ويصبح كافراً أو يمسي كذلك،
أو يقولوا: لا تكن مع المؤمن ونعطيك
كذا وكذا لتكون مع الكافرين، فيغريه بأن يكون مع الكافرين، وفي حزب
الكافرين، وفي أنصارهم، حتى يعطيه المال الكثير فيكون ولياً للكافرين
وعدواً للمؤمنين،
وأنواع الردة كثيرة جداً، وغالباً ما يكون ذلك
بسبب الدنيا، حب الدنيا وإيثارها على الآخرة؛ لهذا قال: ((يبيع دينه بعرض
من الدنيا))، وفي لفظ آخر: ((بادروا بالأعمال الصالحة، هل تنتظرون إلا
فقراً منسياً أو غنى مطغياً، أو موتاً مجهزاً، أو مرضاً مفسداً، أو هرماً
مفنّداً، أو الدجال، فالدجال شر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى
وأمر))[3].
المؤمن يبادر بالأعمال، يحذر قد يبتلى بالموت العاجل،
موت الفجاءة، قد يبتلى بمرض يفسد عليه قوته فلا يستطيع العمل، يبتلى بهرم،
يبتلى بأشياء أخرى، على الإنسان أن يغتنم حياته وصحته وعقله بالأعمال
الصالحات قبل أن يحال بينه وبين ذلك، تارة بأسباب يبتلى بها، من مرض وغيره،
وتارة بالطمع في الدنيا، وحب الدنيا، وإيثارها على الآخرة، وتزيينها من
أعداء الله، والدعاة إلى الكفر والضلال.
فلا يخفى على أحد ما تعيشه الأمة من فتن، وما تمر به من أحداث، أطلت
عليها منذ سنوات، وجعلت كثيراً من الناس من عامتهم، بل من طلبة العلم فيهم،
من يصاب بشيء من الحيرة والدهشة والتردد والتذبذب، مما جعل بعض الأخوة
يرتلون ويُنزلون محاضرات ودورات،........ والذي يغشى مجالس الناس من العامة
والخاصة يعرف قدر هذا الموضوع، فإن مجالسهم امتلأت بالقيل والقال،
والتحليلات المبنية على أقوال فارغة لا تستند إلى نص من كتاب ولا سنة، تجد
مصادر الناس في تقديم هذه الأمور وتقريرها وسائل الإعلام المختلفة، فمنهم
من يقول: سمعت في الإذاعة الفلانية، ومنهم من يقول: سمعت المحلل الفلاني،
في القناة الفلانية، ومنهم من يقول: قرأت في الصحيفة أو في جريدة كذا، وقلّ
من يتصدى لهذا الأمر من أهل العلم الذين يعول عليه في تقويم هذه الأمور.
والمعول أولاً وأخراً في مثل هذه الأحوال على النصوص التي فيها المخرج من هذه الفتن.
عقدت
دورات في شرح كتب الفتن، وهي موجودة ومتداولة من كتب السنة، وتولاها جمع
من أهل العلم والفضل، ونفعت نفعاً عظيماً، وسرت في الناس ونورتهم وبصرتهم،
ومن الجهود المباركة في هذا الباب مثل هذه المحاضرة التي عنوانها: " فتنٌ
كقطع الليل المظلم".
وهذا العنوان جزء من حديث صحيح مخرج في صحيح مسلم،
ومسند الإمام أحمد، وجامع الإمام أبي عيسى الترمذي من حديث أبي هريرة -رضي
الله عنه
أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((بادروا، بادروا بالأعمال
فتناً كقطع الليل المظلم، ((بادروا، بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل
المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً))
هذا الأمر ومثل هذا الحديث يجعل الإنسان في خوف ووجل؛ لأن العواقب والخواتم
أمرها بيد الله -جل وعلا-، فعلى المسلم أن يلهج دائماً بسؤال الله -جل
وعلا- بحسن الخاتمة، والثبات على الدين، وأن يكون ديدنه ومعوله على كتاب
الله وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام-.
شخصٌ يُسأل عن ظاهرة وجدت في
هذا العام، وهي شدة البرد، يعني نزلت الدرجة عن الصفر في كثير من مناطق
المملكة، فيُسأل في وسيلة إعلام، وما رأيك، وما السبب؟ السبب لو قرأنا قول
الله -جل وعلا-: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا
كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} [سورة الروم :41]، بما كسبت أيدي الناس، ظهر
الفساد، الكلام صحيح إلى هذا الحد، لكن كيف يفهم الآية، كيف فهم هذه الآية؟
قال: إن من الإفساد في الأرض انتزاع خيراتها، ومن ذلك استنزاف البترول،
بطريقة غير معقولة، الذي هو يولد الدفء للأرض، هل هذا فهم مبني على أساس
علمي شرعي؟ أبداً، هذا كلام من يهرف بما لا يعرف، وقد يكون له مآرب أو
مقاصد من خلال هذا الكلام، الله أعلم، لكن هذا الكلام باطل، نعم الذنوب
والمعاصي هي السبب بما كسبت أيدي الناس، ولولا أن الله -جل وعلا- يعفو عن
كثير، لما ترك على ظهرها من دابة؛ لأن المعاصي والذنوب كثرت وعمت وطمت
وشملت كافة المستويات وجميع الطبقات.
وفي حديث زينب في الصحيح في البخاري يقول النبي -عليه الصلاة والسلام
((ويل
للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج هكذا...)) إلى أن
قالت: أنهلِك وفينا الصالحون؟ قال: ((نعم إذا كثر الخبث)) الذي ينظر إلى
البقاع بما فيها من بلاد المسلمين كثر فيها الخبث، كثر فيها الخبث، يعني لا
ينكر أن هناك علماء ودعاة وقضاة وفضلاء يوجد الحمد لله الخير في أمة محمد
إلى قيام الساعة، لكن لا ننكر أيضاً أن الخبث كثر، وأن السنن الإلهية لا
تتغير ولا تتبدل.
نعود إلى الحديث الذي عنوان الدرس قطعة منه.
هذا الحديث كما ذكرنا مخرج في صحيح الإمام مسلم، ومسند الإمام أحمد، وجامع الإمام الترمذي، فما معناه؟
معنى
((بادروا)): أي سابقوا وسارعوا، وجاء الأمر بالمسابقة والمسارعة في كتاب
الله -جل وعلا-، {سَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ}
[سورة آل عمران:133]، سابقوا المقصود أن هذا الأمر جاء في نصوص الكتاب
والسنة، والمبادرة المفاعلة، والمسابقة كذلك، والمسارعة، فتفيد أن الإنسان
يسعى لسبق غيره في هذا الشأن؛ لأن صيغة المفاعلة عند أهل العلم تقتضي أكثر
من طرف، يحرص الإنسان أن يسبق غيره، ولا يعني هذا أنه إذا سبق من قبل أحد
أشد، من قبل أحد هو أشد حرصاً منه، أنه يكون في نفسه عليه شيء، أو يتمنى أن
لا يسبق، عليه أن يحرص على هذه المبادرة، وعلى هذا السبق، وأن يتمنى للناس
كلهم أن يكونوا على هذا المستوى؛ لأن بعض الناس يستشكل، يستشكل هذا الأمر،
المسابقة، والمسارعة، والمبادرة، يعني والمنافسة، مع أنه جاء النهي عن
المنافسة، المنافسة في أمور الدنيا، أما المنافسة في أمور الآخرة فهي
مطلوبة من المسارعة والمسابقة، لكن كون الصيغة تقتضي أكثر من طرف قد يََفهم
منها بعض الناس أنه يسعى لتحقيق المبادرة والمسارعة والمسابقة، ومن لازمه
أن يتمنى أن لا يُسبق، من لازم ذلك أن يتمنى ألا يسبق، فإذا سبق من لازم
ذلك أن يكون في نفسه شيء على هذا السابق، لا، لا يلزم ذلك، بل تتمنى
للمسلمين وتحب لهم ما تحب لنفسك، لكن مع ذلك تسعى في إصلاح نفسك قبل غيرك،
ثم بعد ذلك تسعى إلى إصلاح غيرك الأقرب فالأقرب.
مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي الرجل مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من
الدنيا قليل)) ما المقصود بالكفر في الحديث؟ وكيف يكون بيع الدين؟
الجواب :
لقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم))، بادروا بالأعمال يعني: الصالحة
((فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مسلماً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً، ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا))[2]،
المعنى:
أن الغربة في الإسلام تشتد حتى يصبح المؤمن مسلماً، ثم يمسي كافراً، وبالعكس يمسي مؤمناً، ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا،
وذلك بأن يتكلم بالكفر، أو يعمل به من أجل الدنيا، فيصبح مؤمناً،
ويأتيه من يقول له: تسب الله تسب الرسول، تدع الصلاة ونعطيك كذا وكذا،
تستحل الزنا، تستحل الخمر، ونعطيك كذا وكذا، فيبيع دينه بعرض من الدنيا،
ويصبح كافراً أو يمسي كذلك،
أو يقولوا: لا تكن مع المؤمن ونعطيك
كذا وكذا لتكون مع الكافرين، فيغريه بأن يكون مع الكافرين، وفي حزب
الكافرين، وفي أنصارهم، حتى يعطيه المال الكثير فيكون ولياً للكافرين
وعدواً للمؤمنين،
وأنواع الردة كثيرة جداً، وغالباً ما يكون ذلك
بسبب الدنيا، حب الدنيا وإيثارها على الآخرة؛ لهذا قال: ((يبيع دينه بعرض
من الدنيا))، وفي لفظ آخر: ((بادروا بالأعمال الصالحة، هل تنتظرون إلا
فقراً منسياً أو غنى مطغياً، أو موتاً مجهزاً، أو مرضاً مفسداً، أو هرماً
مفنّداً، أو الدجال، فالدجال شر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى
وأمر))[3].
المؤمن يبادر بالأعمال، يحذر قد يبتلى بالموت العاجل،
موت الفجاءة، قد يبتلى بمرض يفسد عليه قوته فلا يستطيع العمل، يبتلى بهرم،
يبتلى بأشياء أخرى، على الإنسان أن يغتنم حياته وصحته وعقله بالأعمال
الصالحات قبل أن يحال بينه وبين ذلك، تارة بأسباب يبتلى بها، من مرض وغيره،
وتارة بالطمع في الدنيا، وحب الدنيا، وإيثارها على الآخرة، وتزيينها من
أعداء الله، والدعاة إلى الكفر والضلال.
فلا يخفى على أحد ما تعيشه الأمة من فتن، وما تمر به من أحداث، أطلت
عليها منذ سنوات، وجعلت كثيراً من الناس من عامتهم، بل من طلبة العلم فيهم،
من يصاب بشيء من الحيرة والدهشة والتردد والتذبذب، مما جعل بعض الأخوة
يرتلون ويُنزلون محاضرات ودورات،........ والذي يغشى مجالس الناس من العامة
والخاصة يعرف قدر هذا الموضوع، فإن مجالسهم امتلأت بالقيل والقال،
والتحليلات المبنية على أقوال فارغة لا تستند إلى نص من كتاب ولا سنة، تجد
مصادر الناس في تقديم هذه الأمور وتقريرها وسائل الإعلام المختلفة، فمنهم
من يقول: سمعت في الإذاعة الفلانية، ومنهم من يقول: سمعت المحلل الفلاني،
في القناة الفلانية، ومنهم من يقول: قرأت في الصحيفة أو في جريدة كذا، وقلّ
من يتصدى لهذا الأمر من أهل العلم الذين يعول عليه في تقويم هذه الأمور.
والمعول أولاً وأخراً في مثل هذه الأحوال على النصوص التي فيها المخرج من هذه الفتن.
عقدت
دورات في شرح كتب الفتن، وهي موجودة ومتداولة من كتب السنة، وتولاها جمع
من أهل العلم والفضل، ونفعت نفعاً عظيماً، وسرت في الناس ونورتهم وبصرتهم،
ومن الجهود المباركة في هذا الباب مثل هذه المحاضرة التي عنوانها: " فتنٌ
كقطع الليل المظلم".
وهذا العنوان جزء من حديث صحيح مخرج في صحيح مسلم،
ومسند الإمام أحمد، وجامع الإمام أبي عيسى الترمذي من حديث أبي هريرة -رضي
الله عنه
أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((بادروا، بادروا بالأعمال
فتناً كقطع الليل المظلم، ((بادروا، بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل
المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً))
هذا الأمر ومثل هذا الحديث يجعل الإنسان في خوف ووجل؛ لأن العواقب والخواتم
أمرها بيد الله -جل وعلا-، فعلى المسلم أن يلهج دائماً بسؤال الله -جل
وعلا- بحسن الخاتمة، والثبات على الدين، وأن يكون ديدنه ومعوله على كتاب
الله وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام-.
شخصٌ يُسأل عن ظاهرة وجدت في
هذا العام، وهي شدة البرد، يعني نزلت الدرجة عن الصفر في كثير من مناطق
المملكة، فيُسأل في وسيلة إعلام، وما رأيك، وما السبب؟ السبب لو قرأنا قول
الله -جل وعلا-: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا
كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} [سورة الروم :41]، بما كسبت أيدي الناس، ظهر
الفساد، الكلام صحيح إلى هذا الحد، لكن كيف يفهم الآية، كيف فهم هذه الآية؟
قال: إن من الإفساد في الأرض انتزاع خيراتها، ومن ذلك استنزاف البترول،
بطريقة غير معقولة، الذي هو يولد الدفء للأرض، هل هذا فهم مبني على أساس
علمي شرعي؟ أبداً، هذا كلام من يهرف بما لا يعرف، وقد يكون له مآرب أو
مقاصد من خلال هذا الكلام، الله أعلم، لكن هذا الكلام باطل، نعم الذنوب
والمعاصي هي السبب بما كسبت أيدي الناس، ولولا أن الله -جل وعلا- يعفو عن
كثير، لما ترك على ظهرها من دابة؛ لأن المعاصي والذنوب كثرت وعمت وطمت
وشملت كافة المستويات وجميع الطبقات.
وفي حديث زينب في الصحيح في البخاري يقول النبي -عليه الصلاة والسلام
((ويل
للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج هكذا...)) إلى أن
قالت: أنهلِك وفينا الصالحون؟ قال: ((نعم إذا كثر الخبث)) الذي ينظر إلى
البقاع بما فيها من بلاد المسلمين كثر فيها الخبث، كثر فيها الخبث، يعني لا
ينكر أن هناك علماء ودعاة وقضاة وفضلاء يوجد الحمد لله الخير في أمة محمد
إلى قيام الساعة، لكن لا ننكر أيضاً أن الخبث كثر، وأن السنن الإلهية لا
تتغير ولا تتبدل.
نعود إلى الحديث الذي عنوان الدرس قطعة منه.
هذا الحديث كما ذكرنا مخرج في صحيح الإمام مسلم، ومسند الإمام أحمد، وجامع الإمام الترمذي، فما معناه؟
معنى
((بادروا)): أي سابقوا وسارعوا، وجاء الأمر بالمسابقة والمسارعة في كتاب
الله -جل وعلا-، {سَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ}
[سورة آل عمران:133]، سابقوا المقصود أن هذا الأمر جاء في نصوص الكتاب
والسنة، والمبادرة المفاعلة، والمسابقة كذلك، والمسارعة، فتفيد أن الإنسان
يسعى لسبق غيره في هذا الشأن؛ لأن صيغة المفاعلة عند أهل العلم تقتضي أكثر
من طرف، يحرص الإنسان أن يسبق غيره، ولا يعني هذا أنه إذا سبق من قبل أحد
أشد، من قبل أحد هو أشد حرصاً منه، أنه يكون في نفسه عليه شيء، أو يتمنى أن
لا يسبق، عليه أن يحرص على هذه المبادرة، وعلى هذا السبق، وأن يتمنى للناس
كلهم أن يكونوا على هذا المستوى؛ لأن بعض الناس يستشكل، يستشكل هذا الأمر،
المسابقة، والمسارعة، والمبادرة، يعني والمنافسة، مع أنه جاء النهي عن
المنافسة، المنافسة في أمور الدنيا، أما المنافسة في أمور الآخرة فهي
مطلوبة من المسارعة والمسابقة، لكن كون الصيغة تقتضي أكثر من طرف قد يََفهم
منها بعض الناس أنه يسعى لتحقيق المبادرة والمسارعة والمسابقة، ومن لازمه
أن يتمنى أن لا يُسبق، من لازم ذلك أن يتمنى ألا يسبق، فإذا سبق من لازم
ذلك أن يكون في نفسه شيء على هذا السابق، لا، لا يلزم ذلك، بل تتمنى
للمسلمين وتحب لهم ما تحب لنفسك، لكن مع ذلك تسعى في إصلاح نفسك قبل غيرك،
ثم بعد ذلك تسعى إلى إصلاح غيرك الأقرب فالأقرب.