الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم تسليما . أما بعد:
فقد اشتهر عند كثير من المسلمين أن طه ويس من أسماء نبينا محمد ، وسببه توهم ذلك ، ورودهما في قوله تعالى :
{ طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} (1-2) سورة طـه .
وقوله تعالى :
{ يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} (3) سورة يــس} (2) سورة يــس .
واعتقدوا في هذا السياق أنها من أسماء نبينا محمد ، ثم جاءت في شعر بعض الشعراء ، وسمي بذلك بعض الناس !
والصحيح
الذي رجحه جمع من محققي المفسرين أن طه ويس من الحروف المقطعة أوائل السور
كـ الم ، والمص والر ، كهيعص ، وطسم ، وطس ، وحم ، وق ، ون .
ويجري في معناها الخلاف المذكور في معنى الحروف المقطعة .
ومن أظهر الأدلة على ذلك كتابتها في المصحف على هذا الصورة : طه ، يس ، ونطقها كبقية الحروف المقطعة هكذا : طاها ، ياسين .
وذكر بعض المفسرين أقوالا أخر في معناها لكنها ضعيفة
ومن ذلك: أنها من أسماء النبي لكن هذا قول في غاية الضعف .
ولم
يثبت في سنته ولا عن أصحابه أن هذه من أسمائه عليه والصلاة والسلام ، وقد
ثبت في الصحيحين عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال قال رسول الله : « لي خمسة أسماء أنا محمد وأحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب » .
وفي
رواية لمسلم عن أبي موسى الأشعري قال كان رسول الله يسمي لنا نفسه أسماء
فقال : « أنا محمد وأحمد والمقفى والحاشر ونبي التوبة ونبي الرحمة » .
وقد بالغ بعضهم فجعل كل وَصْفٍ وُصِفَ به النبي اسما ، وذكروا ما جاء في الروايات المنكرة والباطلة الشيء الكثير حتى أوصلها بعضهم إلى 500 اسم !
المقصود أنه لا يصح تسمية نبينا محمد بـ طه ويس ، وممن نص على ذلك العلامة ابن القيم قال في تحفة المودود ص127:
وأما يذكره العوام أن يس وطه من أسماء النبي فغير صحيح ليس ذلك في حديث صحيح
ولا حسن ولا مرسل ولا أثر عن صاحب، وإنما هذه الحروف مثل : الم وحم والر ونحوها .
وذكر نحو ذلك في الصواعق المرسلة 2/694 والتبيان في أقسام القرآن ص271.
ونص على ذلك العلامة ابن عاشور والسعدي الشنقيطي في تفاسيرهم وغيرهم ممن العلماء.